في العام 2011 اشتكى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من تهريب حبوب الكبتاغون بكثافة إلى بلاده وإغراق شباب ليبيا بها، وأشار إلى أن انخراط الشباب في الاحتجاجات وبطالتهم مرده استباحة المخدرات لهم.
الإمكانات الليبية حينها لم تستطع التصدي لتلك الحملات المهولة، ولا حماية شباب ليبيا من وقوع الكثير منهم في شباك المخدرات وحبائل المهربين.
الجهات التي عملت على تحطيم الشباب الليبي، تحاول أيضاً إغراق الشباب السعودي في المخدرات لتعطيلهم ومن ثم تسهل قيادتهم نحو مشاريع الاحتجاج وهدم وطنهم، ولذلك فإن الحرب على تهريب المخدرات لا تقل أهمية عن الحرب ضد الإرهاب الحوثي والإيراني.
ما إن أعلنت وزارة الداخلية السعودية قرارها «السيادي» بمنع دخول الفواكه والخضار اللبنانية التي ثبت لسنوات طويلة استخدامها لتهريب المخدرات إلى داخل المملكة، أو العبور نحو دول الخليج العربي، حتى بدأت الآلة الإعلامية -الشعبية وكذلك المحسوبة على المثقفين اللبنانيين- في الهجوم على السعودية وقرارها وتحميله ما لا يحتمل.
الهجوم الممنهج طال كل شيء واستخدم كل شيء، من صفقة القرن إلى الاتهام بالصهينة، إلى التنمر والاستعلاء الحضاري، هجوم لم يترك شيئاً فينا من صحرائنا وعاداتنا وتقاليدنا وإبلنا، وصولاً حتى قيادتنا.
لم أكن أعرف -وكثير غيري- أن المخدرات مقدسة لهذه الدرجة عند بعض المثقفين اللبنانيين، وأن المساس بها يعد في قاموسهم السياسي مساساً بالسيادة اللبنانية. والإرث اللبناني. والهوية اللبنانية، عجيب هذا الأمر ومفاجئ بالنسبة لي.
قد نختلف في السياسة والاقتصاد، والنظرة للقضايا العربية والإقليمية، وقد لا نكون دولاً حليفة، لكن أن يخلع المثقف والإعلامي اللبناني ثوب الحياء والمروءة ومن أجل مسوخ المهربين للمخدرات فهذا أمر لا يمكن قبوله ولا تصديقه.
هذا المثقف الذي تطغى عليه النظرة الاستعلائية، يجد أن المساس بالمخدرات اللبنانية هو مساس بأهم مصالحه الوطنية، بينما من المفترض أن يدين المهرب الذي يسكن بجواره، ومصنع الكبتاغون المبني في حارة حريك، ومزارع الحشيش والأفيون المنتشرة في بقاعه.
وهو أمر يؤكد لي مرة أخرى أن علاقة كثير من اللبنانيين مع «حزب الله» ليست علاقة تنافر وتضاد كما يعتقد الكثير منا ويتعاطف معهم على هذا الأساس، بل هي تحالف وثيق مع إيران من خلال حزب الله، إنه تلاقٍ حضاري بين الفينيقيين والفرس، يتعالى ويصفي حساباته ضد عرب الجزيرة.
وبالرغم من الوقوف السعودي مع لبنان الدولة والشعب لسنوات طويلة، إلا أن أكثر من استشهد من السعوديين خلال السنوات الماضية كان بسلاح يهربه حزب الله اللبناني إلى الحوثيين، ومع ذلك لم نسمع عن حملة «فينيقية» ممنهجة ضد الحزب الإرهابي.
خلال نقاش على وسائل التواصل أعدت نشر مقال سابق لي بعنوان «هل نُرحل نصف مليون لبناني»، المقال يفصل قضية الخلاف السياسي الذي بدأه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، والذي تطاول على السعودية، المقال دفع بعض المثقفين اللبنانيين للرد -وهذا حقهم-، وكانت من ضمنهم الإعلامية «ليلى حاطوم»، وأنا أحكي هذه القصة فهي للدلالة على تناقض عميق تعيشه النخبة اللبنانية، فخلال النقاش معي لم تتحمل حاطوم وقامت بحظري وأكملت لوحدها.
حاطوم التي تبرمت وقامت فوراً بحظري لمجرد رأي، لم تقبل في الوقت نفسه أن تقوم السعودية بحظر المنتجات اللبنانية المليئة بالمخدرات.
دعونا نذكر الست حاطوم وبقية مثقفي «الفينيقية الجديدة» بالتالي:
لبنان الحكومة تحظر على الفلسطينيين المقيمين في المخيمات منذ ستة عقود أن لا يعملوا في 100 مهنة، والوظائف المتاحة لا تتعدى العمل كحراس على البنايات أو مهن أقل من ذلك، ولا يستطيعون السكن بجوار اللبنانيين ويحظر عليهم الخروج من المخيمات سيئة السمعة، فقيرة الخدمات والإمكانات.
بعض البلديات اللبنانية منعت دفن السوريين في المقابر اللبنانية، في استعلاء عنصري حتى على الموتى، فضلاً عن حملات شعبية طالت اللاجئين والعمال السوريين تمنعهم من العمل وتحرض على طردهم، وتؤنبهم برفع لوحات في الطرق والأماكن العامة.
هذا الانكشاف دليل على أن بعض النخبة اللبنانية تتعالى على السعوديين وتسلبهم حقهم في الدفاع عن أنفسهم والحفاظ على أمنهم، ولذلك تضع تلك النخب بلدها في مرتبة أعلى من غيره، وتجيز لنفسها ما لا تجيز لغيرها، وتطلب منا أن نأكل الشوك بدلاً منها.
الإمكانات الليبية حينها لم تستطع التصدي لتلك الحملات المهولة، ولا حماية شباب ليبيا من وقوع الكثير منهم في شباك المخدرات وحبائل المهربين.
الجهات التي عملت على تحطيم الشباب الليبي، تحاول أيضاً إغراق الشباب السعودي في المخدرات لتعطيلهم ومن ثم تسهل قيادتهم نحو مشاريع الاحتجاج وهدم وطنهم، ولذلك فإن الحرب على تهريب المخدرات لا تقل أهمية عن الحرب ضد الإرهاب الحوثي والإيراني.
ما إن أعلنت وزارة الداخلية السعودية قرارها «السيادي» بمنع دخول الفواكه والخضار اللبنانية التي ثبت لسنوات طويلة استخدامها لتهريب المخدرات إلى داخل المملكة، أو العبور نحو دول الخليج العربي، حتى بدأت الآلة الإعلامية -الشعبية وكذلك المحسوبة على المثقفين اللبنانيين- في الهجوم على السعودية وقرارها وتحميله ما لا يحتمل.
الهجوم الممنهج طال كل شيء واستخدم كل شيء، من صفقة القرن إلى الاتهام بالصهينة، إلى التنمر والاستعلاء الحضاري، هجوم لم يترك شيئاً فينا من صحرائنا وعاداتنا وتقاليدنا وإبلنا، وصولاً حتى قيادتنا.
لم أكن أعرف -وكثير غيري- أن المخدرات مقدسة لهذه الدرجة عند بعض المثقفين اللبنانيين، وأن المساس بها يعد في قاموسهم السياسي مساساً بالسيادة اللبنانية. والإرث اللبناني. والهوية اللبنانية، عجيب هذا الأمر ومفاجئ بالنسبة لي.
قد نختلف في السياسة والاقتصاد، والنظرة للقضايا العربية والإقليمية، وقد لا نكون دولاً حليفة، لكن أن يخلع المثقف والإعلامي اللبناني ثوب الحياء والمروءة ومن أجل مسوخ المهربين للمخدرات فهذا أمر لا يمكن قبوله ولا تصديقه.
هذا المثقف الذي تطغى عليه النظرة الاستعلائية، يجد أن المساس بالمخدرات اللبنانية هو مساس بأهم مصالحه الوطنية، بينما من المفترض أن يدين المهرب الذي يسكن بجواره، ومصنع الكبتاغون المبني في حارة حريك، ومزارع الحشيش والأفيون المنتشرة في بقاعه.
وهو أمر يؤكد لي مرة أخرى أن علاقة كثير من اللبنانيين مع «حزب الله» ليست علاقة تنافر وتضاد كما يعتقد الكثير منا ويتعاطف معهم على هذا الأساس، بل هي تحالف وثيق مع إيران من خلال حزب الله، إنه تلاقٍ حضاري بين الفينيقيين والفرس، يتعالى ويصفي حساباته ضد عرب الجزيرة.
وبالرغم من الوقوف السعودي مع لبنان الدولة والشعب لسنوات طويلة، إلا أن أكثر من استشهد من السعوديين خلال السنوات الماضية كان بسلاح يهربه حزب الله اللبناني إلى الحوثيين، ومع ذلك لم نسمع عن حملة «فينيقية» ممنهجة ضد الحزب الإرهابي.
خلال نقاش على وسائل التواصل أعدت نشر مقال سابق لي بعنوان «هل نُرحل نصف مليون لبناني»، المقال يفصل قضية الخلاف السياسي الذي بدأه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، والذي تطاول على السعودية، المقال دفع بعض المثقفين اللبنانيين للرد -وهذا حقهم-، وكانت من ضمنهم الإعلامية «ليلى حاطوم»، وأنا أحكي هذه القصة فهي للدلالة على تناقض عميق تعيشه النخبة اللبنانية، فخلال النقاش معي لم تتحمل حاطوم وقامت بحظري وأكملت لوحدها.
حاطوم التي تبرمت وقامت فوراً بحظري لمجرد رأي، لم تقبل في الوقت نفسه أن تقوم السعودية بحظر المنتجات اللبنانية المليئة بالمخدرات.
دعونا نذكر الست حاطوم وبقية مثقفي «الفينيقية الجديدة» بالتالي:
لبنان الحكومة تحظر على الفلسطينيين المقيمين في المخيمات منذ ستة عقود أن لا يعملوا في 100 مهنة، والوظائف المتاحة لا تتعدى العمل كحراس على البنايات أو مهن أقل من ذلك، ولا يستطيعون السكن بجوار اللبنانيين ويحظر عليهم الخروج من المخيمات سيئة السمعة، فقيرة الخدمات والإمكانات.
بعض البلديات اللبنانية منعت دفن السوريين في المقابر اللبنانية، في استعلاء عنصري حتى على الموتى، فضلاً عن حملات شعبية طالت اللاجئين والعمال السوريين تمنعهم من العمل وتحرض على طردهم، وتؤنبهم برفع لوحات في الطرق والأماكن العامة.
هذا الانكشاف دليل على أن بعض النخبة اللبنانية تتعالى على السعوديين وتسلبهم حقهم في الدفاع عن أنفسهم والحفاظ على أمنهم، ولذلك تضع تلك النخب بلدها في مرتبة أعلى من غيره، وتجيز لنفسها ما لا تجيز لغيرها، وتطلب منا أن نأكل الشوك بدلاً منها.